الفقه في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-

الفقه في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-



بعد انتشار الفتوحات الإسلامية تفرق أصحاب رسولنا الكريم -ﷺ- في البلدان ليعلموا الناس الإسلام وأحكام الدين واجتهدوا فاختلفت اجتهاداتهم وكانوا أهلا للاجتهاد وكانت غايتهم مرضاة الله -عز وجل- فمن اتبعهم فقد أفلح، ولم يكن أصحاب رسولنا -ﷺ- يجتهدون مع وجود النص وعلمهم به ، ولكن إذا خفي عليهم ورد النص عن رسول الله - ﷺ - كانوا يجتهدون برأيهم فإذا اجتهد واحد منهم وأخطأ وعلم الحق رجع إليه ، وهم أحق بالاجتهاد فهم من عاصروا رسول الله - ﷺ - وشهدوا نزول الوحي.

انتقل الصحابة -رضوان الله عليهم- إلى البلدان ليعلموا الناس أحكام الدين ، وفي هذا الوقت ظهرت المدارس الفقهية المختلفة
  1. مدرسة أهل الـمدينـة: وكان على رأسها الخلفاء الراشدين وأكثر فقهاء الصحابة وعلمائهم
  2. مدرسة أهل مــــــكة: وكان على رأسها ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن -رضي الله عنهما-
  3. مدرسة أهل مـــصر: وكان على رأسها عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-
  4. مدرسة أهل الـكــوفة: وكان على رأسها علي بن أبي طالب وابن مسعود -رضي الله عنهما-
  5. مدرسة أهل البصـرة: وكان على رأسها أنس بن مالك -رضي الله عنه-
كانت هذه أشهر المدارس في عصر الصحابة -رضوان الله عليهم- ولم تقتصر المدارس الفقهية على هذه المدارس فقط ولكن في كل مكان نزل فيه أصحاب رسول الله نشروا فيه الدين وعلموا الناس أحكامه، وكان أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- حريصان في عصريهما أن يرسلا مع كل أمير فقيه يعلم الناس دينهم.

وكانوا يرسلون الكتب الفقهية لعمالهم فكتب أبوا بكر -رضي الله عنه- في سياسة الحكم والجهاد والقضاء والأيمان والنذور والأطعمة وآداب اللباس والزينة، وجمع بعض فقه أبوا بكر الصديق في رسالة ماجستير من جامعة أم القرى أعدها الدكتور: عبد الله محمد أحمد الأنصاري ، تحت إشراف فضيلة الدكتور: عبد العزيز بن سعد الحلاف -رحمه الله-، وكتب عمر -رضي الله عنه- إلى أبي موسى الأشعري في القضاء وجاء فيه (لا يمنعنك قضاء قضيته راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ؛ فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل).

وباختلاف اجتهاد الصحابة اختلفت المذاهب الفقهية، ولم يختلف الصحابة في الأصول ، ولكن اختلفوا في فروع الدين ، وهذا خلاف سائغ

قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: " لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة"

وقال أبو قتادة -رضي الله عنه-: " من لم يعرف الاختلاف لم يشتم رائحة العلم"
مرحباً بكم أنا محمد عبدالقادر باحث في كلية الدرسات العليا جامعة الأزهر بالقاهرة، درست علم نفس، و تاريخ، ومنطق قديم ، وفلسفة ،وشاركت في دورات تأسيس الوعي الإسلامي، ودرست الملل والنحل والرد على الشبها…

إرسال تعليق