الفقه في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-
بعد انتشار الفتوحات الإسلامية تفرق أصحاب رسولنا الكريم -ﷺ- في البلدان ليعلموا الناس الإسلام وأحكام الدين واجتهدوا فاختلفت اجتهاداتهم وكانوا أهلا للاجتهاد وكانت غايتهم مرضاة الله -عز وجل- فمن اتبعهم فقد أفلح، ولم يكن أصحاب رسولنا -ﷺ- يجتهدون مع وجود النص وعلمهم به ، ولكن إذا خفي عليهم ورد النص عن رسول الله - ﷺ - كانوا يجتهدون برأيهم فإذا اجتهد واحد منهم وأخطأ وعلم الحق رجع إليه ، وهم أحق بالاجتهاد فهم من عاصروا رسول الله - ﷺ - وشهدوا نزول الوحي.انتقل الصحابة -رضوان الله عليهم- إلى البلدان ليعلموا الناس أحكام الدين ، وفي هذا الوقت ظهرت المدارس الفقهية المختلفة
- مدرسة أهل الـمدينـة:
وكان على رأسها الخلفاء الراشدين وأكثر فقهاء الصحابة وعلمائهم
- مدرسة أهل مــــــكة:
وكان على رأسها ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن -رضي الله عنهما-
- مدرسة أهل مـــصر:
وكان على رأسها عبد الله بن عمرو بن
العاص -رضي الله
عنهما-
- مدرسة أهل الـكــوفة:
وكان على رأسها علي بن أبي طالب وابن مسعود -رضي الله عنهما-
- مدرسة أهل
البصـرة: وكان على رأسها أنس بن مالك -رضي الله عنه-
وكانوا يرسلون الكتب الفقهية لعمالهم فكتب أبوا بكر -رضي الله عنه- في سياسة الحكم والجهاد والقضاء والأيمان والنذور والأطعمة وآداب اللباس والزينة، وجمع بعض فقه أبوا بكر الصديق في رسالة ماجستير من جامعة أم القرى أعدها الدكتور: عبد الله محمد أحمد الأنصاري ، تحت إشراف فضيلة الدكتور: عبد العزيز بن سعد الحلاف -رحمه الله-، وكتب عمر -رضي الله عنه- إلى أبي موسى الأشعري في القضاء وجاء فيه (لا يمنعنك قضاء قضيته راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ؛ فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل).
قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: " لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة"
وقال أبو قتادة -رضي الله عنه-: " من لم يعرف الاختلاف لم يشتم رائحة العلم"