في وداع شهر رمضان وحلول العيد
بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على رسول الله ﷺ ومن تبعه الى يوم الدين وبعد.
والله إني ليحزنني أن تذهب هذه الأيام المباركة، وأخشى أن يكون رمضان حجة علينا فالكثير منا من أكثر القيام وقراءة القرآن فهل سنستمر على ذلك؟ وهل تقبلها الله؟
وعلى الجانب الآخر هناك من ضيعوا رمضان في سماع المسلسلات وغيرها من الملهيات، لم يغيرهم دخول الشهر الكريم، ومن وجد في نفسه هذا التقصير فاليعلم أن الشياطين مصفدة، وأن هذا التقصير من عند نفسه التي لم يعد الشيطان بحاجة لأن يوسوس لها فهي تقوم بوآجبهِ على أكمل وجه.
السلف رضوآن الله عليهم
عن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنِّيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول، هنيئًا لك! أيها المردود، جبر الله مصيبتك"
وعن الحسن البصري قال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون.
وخرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في يوم عيد فطر، فقال في خطبته: "أيها الناس، إنكم صمتم لله ثلاثين يومًا، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم".
زكات الفطر
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسولُ الله زكاة الفطر, صاعًا من تمرٍ, أو صاعًا من شعيرٍ، على العبد والحرِّ, والذكر والأنثى, والصَّغير والكبير, من المسلمين, وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة".
وإخراجُ زكاة الفطر طعامًا هو الأصل المنصوص عليه في السنة النبوية المطهرة، وعليه جمهور فقهاء المذاهب المتَّبَعة، إلا أن إخراجها بالقيمة أمرٌ جائزٌ ومُجْزِئ، وبه قال فقهاء الحنفية، وجماعة من التابعين، وطائفة من أهل العلم قديمًا وحديثًا، وهو أيضًا رواية مُخَرَّجة عن الإمام أحمد، بل إن الإمام الرملي الكبير من الشافعية قد أفتى في "فتاويه" بجواز تقليد الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه في إخراج بدل زكاة الفطر دراهم لمن سأله عن ذلك، وهذا هو الذي عليه الفتوى الآن؛ لأن مقصود الزكاة الإغناء، وهو يحصل بالقيمة والتي هي أقرب إلى منفعة الفقير؛ لأنه يتمكن بها من شراء ما يحتاج إليه.
تجب زكاة الفطر
على كل مسلم لديه ما يزيد عن قوته وقوت أولاده وعن حاجاته في يوم العيد وليلته، كما يُلزم المسلم بإخراج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وأولاده، ويُستحب إخراج زكاة الفطر عن الجنين الذي أتم أربعين يوماً في بطن أمه، أي نُفخت فيه الروح.
وقتها
تجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيوم أو يومين.
ولا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية؛ لأنها تجب بسببين: بصوم رمضان والفطر منه, فإذا وجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر.
لمن تجب زكاة الفطر
تُصرف صدقة الفطر للمساكين والفقراء والمحتاجين لما ورد في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم: "أغنوهم عن الطواف هذا اليوم"
قال الدكتور يوسف القرضاوي "تقديم الفقراء على غيرهم إلا لحاجة ومصلحة إسلامية معتبرة"
يوم العيد
كان صلى الله عليه وسلم يلبس في يومي العيد أفضل ما يجده من الثياب وكان يتجمل ويدهن(يكرم شعره) ويضع العطر فكان لا يُشم إلا طيبا طاهرا عليه الصلاة والسلام. قال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً. {رواه البخاري}
يهنئ المسلم أقاربه ومن يعرف ومن لا يعرف بطرق برامج التواصل الاجتماعي، ولا ينبغي كسر الحجر الصحي والتوجيهات الصحية والرسمية من أجل زيارات العيد، فكل إنسان يعذر قريبه وغيره، فللضرورة أحكامها، وكل إنسان عليه أن يحمي نفسه وغيره، فهذا هو الواجب الشرعي والنظامي الذي يتعين الالتزام به.
طريقة صلاة العيد فى البيت
تكون بنفس صفة صلاة العيد المعتادة، فيُصلى المسلم ركعتين بسبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام فى الأولى قبل القراءة، وخمس تكبيرات فى الثانية بعد تكبيرة القيام قبل القراءة، ثم يجلس للتشهد ويُسلم، ولا خطبة بعد أداء الصلاة.
كل عام والجميع بخير وصحة وعافية وعيد سعيد علينا وعليكم وتقبل الله منا ومنكم هذا الشهر المبارك والله نسأ أن يرفع عن الجميع هذا الوباء والبلاء