لماذا يعذب الله الكافرين يوم القيامة ؟
يقول : سؤالي ليس متداولاً كثيراً ولا أظن أنه سُئل من قبل، لذا ليس لديّ نية في تشكيك أحد بدون سبب، أريد فقط إجابة، لماذا يعذب الله غير المسلمين؟ وأظننا كلنا نعلم أننا حتى إذا شككنا سنرجع للدين الذي تربينا عليه لأننا نُكن له شعور خاص وهو دين آبائنا.
الجواب
بداية لم نرى أحد يعترض على سجن مجرم خالف
القوانين التي وضعها البشر ، بل في بعض الأحيان يطالبون بقتله أو تنشرح صدورهم
بتعذيبه ، فلماذا يزعجهم عذاب الله للمخالفين لأمره وقانونه التشريعي ؟
هَبْ أنك صنعت آلة وجعلتها على أحسن ما يكون ثم
تمردت عليك هذه الآلة ورفضت ما تأمرها به ثم أرسلت إليها مهندس ليعدلها فأبَت عن التعديل
فعززت بآخرين ليعدلوها فأبت ، فهل ستعتبر أنها صالحة للاستخدام ؟ أم أنك ستهلك هذه
الآلة المتمردة ؟
إن الإنسان أرقى من الآلة ولا يقارن بها ، وكذلك
الله لا يحتاج لشيء فهو الغني عن كل شيء ، ولكن الله خلق الإنسان فعلمه الخير من الشر
، ووضع له حرية اختيار الطرق ، وبين نهاية كل طريق إما إلى جنة ، أو إلى نار ، وأرسل
الرسل ليأخذوا بأيد الناس إلى الجنة فمنهم من أطاع ومنهم من عصى مع علمه بنهاية طريقه
إلى النار ، ثم إنه اختار لنفسه العذاب ولوشاء لعذبهم في الدنيا قبل الآخرة ، ولكنَّ
الله يأخرهم لعلهم يتوبون ويرجعون إليه قبل إغلاق باب التوبة ، أرجو من الله الهداية
.
وأود أن أنبهك إننا كمسلمين لا نعبد الله لأن آبائنا
يعبدونه ، فلو كفر الآباء ما كفرنا ، ولكن نعبد الله؛ لأنه أمرنا بعبادته وهو يستحق
العبادة ، فهو الذي خلقنا ، ورزقنا ، وعلمنا ، وسخر لنا الكون ، وهو من ينجينا في ظلمات
البر والبحر ، وإن شاء منعنا الماء والهواء فهم من جنده وهم عباده يمتثلون لأمره ،
فالماء في كل يوم يطلب من الله إغراق الكافرين ومن رحمته أنه لا يأذن له ، وكذلك الارض
تستأذن في ابتلاع الكافرين ولكنه لا يأذن سبحانه، وأنا أتعجب من حلم الله ورحمته.