حكم ذهاب المرأة إلى الجيم

حكم ذهاب المرأة إلى الجيم

حكم ذهاب المرأة إلى الجيم | محمد عبد القادر خليف


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، وبعد.

يجوز للمرأة الذهاب إلى الجيم، ولكن بالضوابط شرعية.

فالأصل في الأشياء الإباحة مالم يرد نص مانع، فما بالك إذا وجدت نصوص مقرة لهذا الشيء، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: سابَقني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسبَقْتُه فلبِثْنا حتَّى إذا أرهَقني اللَّحمُ سابَقني فسبَقني فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (هذه بتلك). [صحيح ابن حبان]

فلا مانع من الرياضة للنساء، ثم إن الرياضة مطلوبة حتى تدافع عن نفسها في عصر الفتن التي نعيشها، ولم يمنع أحد الرجال من الذهاب إلى الجيم، وقال: صلى الله عليه وسلم {إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ}. [رواه أبو داود]

وإذا خالفت المرأة الضوابط الشرعية في ممارسة الرياضة، كأن تختلط بالرجال أو تخرج بدون إذن زوجها ...الخ، فعند إذ تكون الحرمة بسبب مخالفتها ضوابط الشريعة، وليست بسبب الرياضة نفسها، لأن بذلك نكون خالفنا الصحيح من الحكم الشرعي، وضيقنا واسعا على مسلمة تأخذ بالضوابط.

أما عن حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله". فقد قال المناوي في شرحه لهذا الحديث: والظاهر أن نزع الثياب عبارة عن تكشفها للأجنبي لينال منها الجماع أو متعته، بخلاف ما لو نزعت ثيابها بين نساء مع المحافظة على ستر العورة، إذا لا وجه لدخولها في هذا الوعيد.

وقال د. عبد الله الفقيه تعليقا على كلام المناوي -رحمه الله- قال: وبه تعلم أن نزع الثياب في غرفة مفردة أو في بيت خلاء في أي مكان كان غير محرم، وكذا الحال إذا كانت مع غيرها من النساء أو محارمها من الرجال واقتصرت في الحالين على إبداء ما يجوز لها إبداؤه، فمع النساء تستر السرة والركبة وما بينهما، ومع محارمها من الرجال تبدي أطرافها وتستر ما سواها.

وقد أخرج البيهقي في السنن الكبرى، وعبد الرزاق في مصنفه عن قيس بن الحارث قال: كتب عمر -رضي الله عنه- إلى أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-: أنه بلغني أن نساء أهل الذمة يدخلن الحمامات مع نساء المسلمين، فامنع من ذلك، وحل دونه، فإنه لا يجوز أن ترى الذمية عرية المسلمة.

قلت: وهذا دليل على جواز دخول النساء المسلمات الحمامات ونزع الثياب أمام المسلمات، بشرط ستر العورة، ومن المعلوم أن الحمامات ما كان العرب يجعلونها في بيوتهم أنفة منهم.

أما قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن) أي: الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة ومن الحوائج الشرعية [تفسير بن كثير] والرياضة من الحوائج الشرعية، فلا مانع من ممارس الرياضة للنساء.

بعض الضوابط المشروطة

  • أن يكون المكان خاليا من الكاميرات حفاظا على الأعراض
  • أن يكون صاحب المكان من الثقات أهل الخلق والدين
  • أن تدرب المرأة المرأة بدون تلامس أو تمايل
  • أن يكون المكان بعيد عن أعين الرجال ...مدرب ....إداري....مشاهد.....الخ
  • أن تمارس الرياضة بلبس محتشم ساترا لعورتها لا يصف ولا يشف.
  • لا يطغى وقت الرياضة على وقت العبادة أو وقت الأسرة ....الخ
  • لا تمارس الرياضة بوجود الموسيقى.

 

تحياتي لكم، وجزاكم الله خيرا

 

مرحباً بكم أنا محمد عبدالقادر باحث في كلية الدرسات العليا جامعة الأزهر بالقاهرة، درست علم نفس، و تاريخ، ومنطق قديم ، وفلسفة ،وشاركت في دورات تأسيس الوعي الإسلامي، ودرست الملل والنحل والرد على الشبها…

4 تعليقات

  1. موضوع رائع شكرا لك
    1. بارك الله فيكِ
  2. جزاك الله خيرا ي حبيب
    1. جزاك الله خيرا يا هندسة