خطبة المرأة للرجل | تقدم المرأة لخطبة رجل
تسأل فتقول :
أنا معجبة بشاب في كُلّيتي، ولكن نحن لا نعرف بعضنا ولم تتحدث أبداً مع بعضنا، كما أننا لا ندرس معاً، هل من نصائح لأجعله يلاحظني؟ علماً بأنني خجولة.
الجواب :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه ومن سلك دربهم إلى يوم الدين، أختي الكريمة جزاك الله خير لتوجهك لأهل الدين في مثل هذه المسائل، وبعد:
يمكنك أن تخبري أحد محارمك أو إحدى قريباته بأن يتواصل أحدهما مع هذا الشاب ويطلب منه أن يتقدم لخِطبتك من ولي أمرك.
بهذه الطريقة تزوجت أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- رسولنا -صلى الله علي وسلم-، لما أعجبت خديجة -رضي الله عنها- بشخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورغبت في الزواج منه، أرسلت صديقتها نفيسة بنت منية؛ تعرض عليه الأمر، فوافق صلى الله عليه وسلم على ذلك، وتولى أمر زواج خديجة -رضي الله عنها- أبوها خويلد، في أصح الروايات كما ذكر أصحاب السير.
وهذا ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب عندما عرض على سيدنا عثمان الزواج من أبنته السيدة حفصة فقال لا أريد الزواج، ثم عرض الأمر على سيدنا ابو بكر الصديق فلم يرد عليه لأنه كان يعلم أن رسول الله سيتزوجها فكره أن يفشي سر رسول الله، وفي النهاية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت ام المؤمنين.
ومثل هذا حدث مع موسى -عليه السلام- حيث قال له أبو المرأتين «قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ …»
ولابد أن يكون هذا الذي تحبينه صاحب خلق حسن ودين صحيح (مسلم يهتم بأمور دينه) حتى تنجح علاقة الزوجية.
روى الترمذي (1084)، وابن ماجة (1967) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) {حسنه الألباني وصححه الترمذي}
وكذلك يفضل أن يكون سلامة البدن (يستطيع الإنجاب)، وخالي من العيوب التي تؤثر على العلاقات الزوجية.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا.
