هل الحزن قنوط من رحمة الله؟ هل الحزن حرام؟
بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من تبعه إلى يوم الدين، وبعد.
في مثل هذه الحالات من الحزن لا يذكر الله إلا الصالحين.
إليك الإجابة ألحزن يأتي من ألم في النفس بسبب موفق حادث ولكن الإنسان لا يستطيع أن يمنع نفسه من الحزن، ولكن الله رحيم لا يكلف نفسا إلا وسعها.
وردت الأدلة على أن الأنبياء يعتريهم الحزن
قال تعالى: ((وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ))، وقال أيضاً: ((قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنه أكثر من حزن غيره، وذاق اليتم منذ ولادته، ولازمته الابتلاءات العظيمة منذ طفولته إلى وفاته، كما ورد أيضاً في السنة المطهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حزن كثيراً:
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْمَسْجِدِ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْحُزْنُ» [رواه أبو داود].
وعند موت إبراهيم إبن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» [رواه الشيخان].
وَعنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة -رضيَ اللَّه عَنْهُمَا- عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه» [متفقٌ عَلَيهِ].
وأيضاً حزن صلى الله عليه وسلم أشد الحزن على موت خديجة رضي الله عنها.
اطلب من الله الصبر والثبات
من يتصبر يصبره الله، ولتعلم أن الدنيا بوابة عبور إلي الآخرة، فلا شيء فيها يستحق أن تحزن عليه طالما انت متعلق بحبل الله، إسأل الله أن يرفع عنك هذا الحزن ويرضيك بقضائه، وافعل كما فعل يعقوب عليه السلام: ((قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ))، وفي حديث مسلم: «أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل» .
وأخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "«ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا،» قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: «أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن» .
وقال بعض أهل العلم (واعلم أن يوسف ألقاه إخوته في البئر فجعله الله وزيراً، وقتل العبد الصالح الغلام لكي يعوض الله أبويه بغلام صالح كما أخبرنا القرآن في سوة الكهف، وتأخرت حليمة السعديه بسبب دابتها المريضة فسبقها القوم ففازت بأخذ النبي صلى الله عليه وسلم وإضاعة حين كان غلاماً رضيعاً )
عزيزي السائل الله أرحم بك من امك وأرحم بك من نفسك فلن يضيعك الله أرجو أن يذهب الله حزنك
إن اتممت القرآءة، فلا تنساني من صالح دعائك