حسن الظن بالله | لابد من حسن الظن بالله

 حسن الظن بالله | لابد من حسن الظن بالله


يسأل {Aloosh} فيقولأشعر أني ليس لدي يقين بالله في إجابه الدعاء أو عدم حسن الظن ماذا أفعل؟

الإجابة

حسن الظن بالله | لابد من حسن الظن بالله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن تبعم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.

لا تحزن ان الله معنا

لا بد أن تعلم أن الله الذي خلقك لن يضيعك، الله الذي أخرجك من بطن أمك لا تعلم شيء، ولا تقدر على شيء، ولا تملك شيء، ولا تقدر على عطاء، ولا تقدر على منع، والا ضر، ولا نفع،...الخ ثم أعطاك الحياة، وأعطاك القدرة على كتابة هذا السؤال، وأعطاك العلم بالقراءة، والكتابة، وأعطاك القدرة على التعبير عما يجول في خاطرك، وأعطاك القدرة على الكسب، وأعطاك المال لشراء الهاتف أو اللاب، واستعملني لك حتى أجتزئ من حياتي وقت لأرد على سؤالك الذي يسعدني الإجابة عليه، وأعطاك الخيار في أن تقتنع بما يقال لك أو لا، أعطاك كل هذا، ثم تظن به ظن غير الخير لا شك أنك تحتاج الى وقفة للتأمل حتى تُرتب أفكارك.

ثم هو أرحم بك من أمك التي حملت بك، وتغذيت من طعامها وأنت في بطنها، ثم وضعتك وما أشد وجع الوضع (الولادة)، ثم أرضعتك، وسهرت معك الليالي الكثيرة في مداواتك، وتمريضك، وأثناء بكائك، هذه من بعض رحمت أمك بك في أول سنوات حياتك فإذا علمت أن الله أرحمك بك من أمك فهل تظن به شرا.

ان ربي قريب مجيب

الله الذي قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} تولى الله الرد قال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} ولم يقال: (فقل لم إني قريب) وكما يقول العلماء أن الله تولى الرد ليحث العبد على الدعاء ثم قال: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} وهذا وعد من الله بالإجابة، والإجابة على أقسام: 
    1. أن يستجب لك في الحال .
    2. أن يبعد عنك مكروه كان سيصيبك .
    3. أن يدخرها لك في الاخرة (وهذه هي الافضل). 

ظن بالله خيراً حتى تجد الخير

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. [صحيح مسلم ]

إن أصابك شيء يعرك عليك صفوتك فقل كما علمنا رسول الله ﷺ حين قال:

(ما يصيب المسلم من هم ولا حزن، فيقول: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني) فقد قال رسول الله ﷺ أن من قال بهذا الدعاء إلا كان حقاً على الله عز وجل أن يبدل همه فرجاً، وحزنه فرحاً، قالوا: يا رسول الله! أفلا نتعلمهن؟ قال: حق لمن سمعهن أن يتعلمهن) [المحدث عبد الله بن مسعود، والراوي ابن حبان وأحمد في مسنده ]
هذا الحديث له تجربة معي وأنجاني الله من الهلكة أن ومن معي بفضلة، ثم ببركة هذا الحديث، فتعلمه وعلمه.

عند الشروع في الدعاء لا بد أن تتوفر فيك شروط، مثل

  1. أن تعلم أن الله سيستجيب لك كما ألهمك الدعاء، فعن أَبي هُريرةَ، أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: "يقُولُ اللَّه تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، ..." [ متفق عليه ]
  2. أن يكون مالك حلال ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، ... ثمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟" [روه مسلم]
  3. لا تمل من تكرار الدعاء ، ففي حديث ام المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله ﷺ قال: ... فوالله؛ لا يمل اللهُ حتى تملوا.[ متفق عليه ] { الملل الموصوف به الله ليس كمثل ملل البشر؛ فإن الله ( ليس كمثله شيء )}
  4. عدم الاعتداء في الدعاء، قال تعالى : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف: 55 } والاعتداء في الدعاء مثل أن يدعو بالشيء المستحيل كأن يدعو بأن يكون أكبر من ابيه، أو أن يكون من العشرة المبشرين بالجنة.
  5. أن لا يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم، أو قطيعة رحِم، ما لم يستعجل"، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوتُ، وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدَعُ الدعاء" [متفق عليه] 

لا استطيع أن أجزم أنك بخير ولكن إسأل الله

وطالما أنك خرج منك هذا الكلام فأعلم أن الخير فيك، لانك تشعر بالندم على هذا الحال، وتبحث عن حل، فخذها نصيحة من أخيك ، لا تترك باب الله، فلن يغنيك سواه فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ». [رواه الترمذي] شكراً لكم وجزاكم الله خيرا.

 إن اتممت قرآءة المقال، فلا تنساني من صالح دعائك

مرحباً بكم أنا محمد عبدالقادر باحث في كلية الدرسات العليا جامعة الأزهر بالقاهرة، درست علم نفس، و تاريخ، ومنطق قديم ، وفلسفة ،وشاركت في دورات تأسيس الوعي الإسلامي، ودرست الملل والنحل والرد على الشبها…

إرسال تعليق