الرقيق في الاسلام أفضل حالاً من الموظف
يسأل
هل كان يبيع المسلمون الأمه بعدما يشبع منها سيدها في سوق النخاس ؟
الجواب
كيف يُنسب للإسلام هذا الكلام التافه ، وهو الذي جعل الإنسان أفضل من الكعبة المشرفة بيت الله الحرام ، وهو الذي جعل للعبيد قيمة بعدما كانوا أقل من الدواب ، وجعل لهم حقوق على سيدهم ، وإليك بعض الاثار الواردة .
عن أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، َلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ) [ رواه البخاري ]
يوضح الحديث أنه يستحب للسيد أن يطعم عبده مما يأكل ويلبسه مثل لباسه ، ويجب عليه الرفق به ولا يكلفه من العمل مالا يستطيع ، فإن فعل ذلك فيجب عليه أن يعينه مقابل العمل الزائد .
ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن – وكان أميراً - فقال له: يا أبا عبد الله ما هذا؟! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين.
وأعتق ابن عمر رضي الله عنهما مملوكاً له، ثم أخذ من الأرض عوداً أو شيئاً فقال: ما لي فيه من الأجر ما يساوي هذا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ) [ رواه مسلم ]
أي أنه لا يجوز ضرب العبيد بغير حق ، فإن فعل ذلك فكفارته أن يعتق هذا العبد.
وعندنا في الإسلام ما يسمى مكاتبة العبد لسيده (بمعنى أن العبد يشتري نفسه من سيده مقابل مال يدفعه له على أقساط) قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) وقال بعض العلماء من الواجب مساعدة العبيد على تحرير أنفسهم.
ويقول جوستاف لوبون في "حضارة العرب": الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوروبا، وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءاً من الأسرة... وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم.. ومع هذا لا يلجأون إلى استعمال هذا الحق"
لقد علمت كيف يعامل الإسلام العبيد ، وتعلم كيف يعامل المدير موظفيه ، فهل موظفي اليوم أفضل أم العبيد في الاسلام؟
إن الموظف لو تأخر دقائق عن عمله قد يخصم راتب يومه ، ولا يتوقف مديره عند هذا الحد بل قد يسمعه من الكلام ما لا يطاق ، بالإضافة إلا أن الموظف يدفع لتأمين نفسه أو حياته ، بخلاف العبد في الإسلام الذي لا يجوز لأحد أن يهينه أو أن يشق عليه في العمل ، وهناك موظفون يعملون أكثر من عشر ساعات بخلاف الوقت غير المحسوب الذي يضيع في المواصلات ، ولقد قارب الأستاذ العقاد - رحمه الله - الصواب حين قال : " الموظف رقيق القرن العشرين " إلا إن كان يستثني الرقيق عند المسلمين ، وأظنه يقصد ذلك ، وقلتُ بعد اعتذاري للأستاذ العظيم عباس العقاد " إن الرقيق في الإسلام أفضل حالاً من الموظف " .
وعلى فرض صحة كلامك أقول لك هل كان هذا مخالف للعرف في زمانهم؟
الجواب : لم يكن مخالف للعرف ، بل كانوا يفعلون أكثر من ذلك في حضارة روما ، حيث كانوا يخرجون السباع الجائعة لتأكل العبيد ؛ حتى يتمتع الملك وحاشيته بهذه المناظر البشع التي لا تحترم الإنسانية .
ولوكنتَ في زمانهم وبنفس تفكيرهم وأعرافهم ووجدت غير المسلم يبيع الامة بعد أن يُشبع غريزته منها فلن تلومه ؛ لأنها ملكه وله حق التصرف فيها، وفي لغة العصر هذا اشبه بأن يبيع أحدهم خاتم الياقوت الخاص به بعد أن يعتاد عليه ويقل إعجابه به ، فلا ملامة عليه .
جزاكم الله خيرا
لا تنساني من صالح دعائك