مناقشة مع مجهول
يقول:
منذ البداية أُعْلِمُكَ أيها القارئ أنّك إن كنت من أولئك الذين يعتقدون
أنّ الإسلام دين التّسامح و أنّ الإرهابييّن لا يمثّلونك فأقترح عليك – كما قال
الإعلاميّ المصريّ إبراهيم عيسى في برنامجه – أن تُعيد النّظر في الأمر أو أن تجد
حلاّ معهم لنعرف المُمثِّل الحقيقيّ للإسلام و إلى أن يحين ذلك الوقت إرحموا
الإنسانيّة
أقول:
الحل هو أن يكف الكذابون من أمثال إبراهيم عيسى عن تشوِيه صورة الاسلام وبهذا سيتضح لك الاسلام الحقيقي أو يمكنك أن تبحث عن الحقيقة المطلقة فإن وصلت هناك
ستجد نفسك قد وصلت إلى الإسلام.
يقول:
هل سمعتم يوما إرهابيّا صرّح أنّه ملحدا؟
أقول:
لوأخبرتك بأني من وضع أُسس الإلحاد هل ستصدقني؟ إن صدقتني بدون دليل فأنا أقول الإسلام دين تسامح ، وإن طلبت مني الدليل فلماذا لا تقيم الدليل علي اتهامك للإسلام بأنه دين إرهابي، ليس كل من يدعي شيء يصدق، بل
لابد أن يقيم الدليل القاطع على كلامه، وإلا لايكون لكلامه وزن ولا قيمة.
يقول:
هل وجدتم في الكتب الإلحاديّة ما يشجّع على إرتكاب المجازر باسم الإلحاد ؟
أقول:
وجدت أكثر من ذلك، وجدت أنهم أنكروا أن يكون هناك إله للكون مع وجود أدلة
كثيرة، فكل حدث لابد له من محدث، ثم إن الملحدين لم يمسوا بسوء ، ومع ذلك إقرأ عن "الالحاد المسلح" وارجع إلي كلام الكاتبة بريطانيَّة ميلاني فيليبس حول الالحاد المتطرف ، وكذلك كلام الفيلسوف البريطاني والصحافي البريطاني جوليان باجيني في كتابه الصادر عن جامعة أوكسفورد بعنوان "الإلحاد"، حين قال: "أن الإلحاد يتطلب شيئًا يشهد على الكراهية ويتسم بالرغبة في القضاء على جميع أشكال المعتقدات الدينية" وغيرهم الكثير تكلموا عن تطرف الملحدين والسعي لستغلال المجتمع لتحقيق مصالح شخصية .
يقول:
هي مجموعة من الأسئلة (التي تبدو
غريبة) تتبادر إلى ذهني كلّما سمعت شعار “الإرهاب لا دين له” بعد كلّ عمليّة
إرهابيّة تستهدف مجموعة من الأبرياء بإسم الإسلام.
والحقيقة أنّ البحث عن إجابات
شافية لن تكون مهمّة سهلة، فالمُتمعّن في ما يحصل في كلّ أنحاء العالم من دمار
بإسم الدّين يلاحظ أنّ الإرهابيّ الذي يفجّر نفسه أو يقتل غيره يَسْتَشْهِدُ
بآياتٍ و أحاديث يعترف جميع المسلمين بقداستها وأهمّيتها في الموروث الإسلاميّ.
و
سنتعرّض لبعض الآيات التي يعتمدها هؤلاء لنُبَيِّنَ أنّ النّص القرآنيّ يطرح
إشكاليّة التّأويل التي يمكن أن تؤدّي إلى كوارث. وحتّى لا يخرج علينا أحدهم بحججٍ
من “جَيْبِهِ” من قبيل “الآيات لا تُفسّر إلاّ في سياقها”، تجدر الإشارة إلى أنّ
تفسير هذه الآيات تفسيرا حرفيّا هو ما أدّى إلى ظهور التّطرف وهي نفس المنهجيّة
المتّبعة في فهم 3 آيات مختلفة تُبرز كيفيّة إيجاد حجج قرآنيّة لأعمال إرهابيّة و
منه فإنّ “داعش” و غيرها وجدت ما يخدم مصالحها في القرآن.
أقول :
هل سألت نفسك قبل أتهاجم الإسلام بدون أن تعلم عنه شيء سوى فكرة مسبقة من
أعدائه؟ هل سألت نفسك ماهو الاسلام وبحثت فيه بحث طالب الحقيقة؟ هل سألت لماذا ربطوا
هذا الدين بالارهاب ومتى ظهر مسطلح الحرب على الإرهاب؟ وهل كان الرسول والصحابة
إرهابيين ام لا؟ ثم هل الإرهابي يعطي غير المؤيد لرأيه من بيت مال أتباعه إذا كان
محتاج لذلك.
تستدل بقوله تعالى: الآية رقم 4 من سورة محمّد :
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا
أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً
حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ
مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ”.
ويقول:
من الواضح أنّ النّص يدعو إلى أمرين،
1- قطع الرّؤوس ثمّ الأسر
2- التّنكيل وإذلال العدوّ
وهو ما نشاهده في مختلف عشرات الفيديوهات التي يُعدم فيها أبرياء.
أجبت عليه :
الكفار على أربعة أقسام :
- المحارب.
- الذمي.
- المعاهد.
- المستأمِن.
لايجوز لمسلم محاربة غير الكافر
المحارب قال تعالى { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ
عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}،
بل لايجوز أن نبدأ نحن المسلمين بالقتال
قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
فإذا هم بدأوا بالإعتداء علينا فمن
حقنا أن نرد عدوانهم حتي يكفوا عنا هذا العدوان، قال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ
أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا}
أم أنك تريد مني أن اُقتل بصمت ولا مقاومة، ومن المعلوم أن لأي شخص الحق في رد
العدوان على نفسه كما ينص الدستور والقانون، فلماذا تعيبون على الإسلام إذا أقر
بذلك.
أنا على يقين تام أنك لم تنظر في
المصحف قبل أن تنقل هذه الأفكار، وعلى كل حل الآية التي استدللت بها تتكلم على
الكافر المحار، والدليل على كلامي أنه في نفس السورة (سورة:محمد) وبالتحديد آيه
(13) يقول الله تعالى {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ
الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
هب أني أخرجتك
من بيت بل من بلدك وأخذت مالك وقاتلتك هل ستتركني بدون قتل؟ فإن كنت ستفعل ذلك
فلاتعب على دآعش الارهابية ما تفعله، وإن كنت تعتقد بحق المُعتدى عليه في الدفاع عن نفسه فلماذا تلوم على الإسلام إقرارة بهذا، في كل الاحوال تناقض نفسك .
تستدل بقوله تعالى: الآية 29 من سورة التّوبة
: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا
بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا
يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا
الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”.
ويقول:
و هذه الآية تلخّص مجموعة الإعافات
الدّينيّة التي تجعل الفرد يرتكب مثل هذه الجرائم، دعوة إلى قتال غير المسلم
(إنتفاء قيم التّسامح و الإنسانيّة) ثمّ التّجييش بالإنطلاق من مسلّمة مفادها أنّ
الإسلام هو الدّين الحق ليزيد إقتناع معتنقيه بضرورة سفك الدّماء لإعلاء الدّين
الحق.
وفي حالة إستسلام العدوّ فإنّه يقع تخييره بين القتل و الجزية و قد كانت هذه
أكثر المظاهر التي تدلّ على إغتصاب حقوق الآخر وهو ما يطبّقه أنصار “الدّولة
الإسلاميّة” في كلّ عمليّة، فأرض الكفّار هي أرض جهاد ومحاربتهم تكون بشتّى الطّرق.
أقول:
آلأن تيقنت أنك اخذت هذه الايات بهذا
الترتيب بدون النظر في سياق الآيات حتى تفهم المرآد من الآية، وعلى كل حال وسبق أن
استدللت أن هذه الأحكام خاصة بالكافر المحارب، ولو نظرت في نفس السورة(سورة:
التوبة) الاية (4) {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ
شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ
إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}، والآية(6) {وَإِنْ أَحَدٌ
مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ
أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ}، والآية(7)
{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ
عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا
لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} والكثر الكثير من الآيات في نفس
السور تدور حول هذه المعاني.
وأقول ايضاً : المقصودون في هذه الاية
هم الكفار المحاربين والدليل من نفس السورة قال تعالى: في الآية(13) {أَلَا تُقَاتِلُونَ
قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم
مُّؤْمِنِينَ}
تستدل بقوله تعالى:في الآية 84 من سورة النّساء
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا”.
ويقول:
كأغلب آيات القتال نلاحظ الدّعوة إلى تحريض المؤمنين وهي الوسيلة التي
يتّبعها الإرهابيّون من خلال ضخّ أموال طائلة لإنشاء قنوات تلفزيّة، مواقع واب و
مجلاّت هدفها الأساسيّ تطبيق مثل هذه الآيات من خلال الدّعوة إلى الجهاد و سفك
دماء الكفّار لإعلاء الرّاية السّوداء.
من خلال 3 آيات فقط يمكن أن نلاحظ الكمّ الهائل من الحقد و الكراهيّة التي
تحتوي عليها هذه النّصوص و التي تُعْتَبَرُ مرجعا للإرهابيّين.
فأبجديّات القتل
والإرهاب موجودة بكثافة في الموروث الإسلاميّ وهذا من الأسباب الرّئيسيّة التي
تؤدّي إلى إقتناع الشّباب بهذا الخطاب و إعتقادهم أنّهم يهبّون لنصرة دينهم.
أقول:
ما المانع أن اجمع الجموع وأقاتل من جاء ليقتلني اليس حلف الناتو يفعل ذلك
بل قد يعتدي، أليست كل الجيوش النظامية تفعل ذلك.
وبالرغم منذلك الآية صريحة تقول: { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ
الَّذِينَ كَفَرُوا }.
تقول:
خرافة الإسلام المعتدل
يخرج علينا في المنابر
الإعلاميّة مجموعة من المفكّرين الذين يتشدّقون بخرافة “الإسلام المعتدل” وهذه
الظّاهرة عموما على إختلاف مدارسها الفكريّة فهي تحاول إيجاد طريقة للتّعايش بين
الإسلام و الدّيموقراطية، و لكن فشل معظم التّجارب – التي بدأت في العالم العربي
منذ أكثر من قرن – بات واضحا.
وذلك راجع أساسا إلى طغيان الخطاب المتشدّد وتغييب
و تهميش أطروحات العديد من أعلام الفكر الذين حاولوا تجديد الموروث الإسلامي
(محمّد أركون، جورج طرابيشي، هشام جعيّط، محمّد الطالبي …) و هم مجموعة من
المفكّرين الذين حاولوا “إنقاذ الإسلام” ولكنّهم للأسف فشلوا في ذلك بل منهم من
قضّى حياته منفيّا كنصر حامد أبو زيد مثلا، وهو أكبر دليل على إنتصار ثقافة الموت
وانتشار مرض الإسلام وهو التّشدد كما بيّن ذلك الشّاعر و المفكّر الرّاحل عبد
الوهاب المؤدب.
أقول:
لقد فشلت محاولت
تحريف الدين؛ لأنكم تأتون بشبه واهية لا تستند لأي أساس من الصحة، ولا تطرحون الفكرة
بشفافية، وقدبعتم أنفسكم للغرب الذي يعاني من الخواء الروحي، ولم تسعوا لنشر العلم
المادي الذي غاب في بلاد العرب، فلو أنكم تبذلون ربع هذا المجهود في نشر العلم بدل
من محاربت الاسلام لكنا تقدمنا على الغرب، ولو أنكم طلاب حق لدافعتم عن حق الشعب
الفلسطيني في إستعادة أراضية، أو عن حق مسلمي الهند، والصين ، والإغور، والروهنجا، وغيرهم
صديقي الغالي تذكر
كلامي وإبحث عن الحق بكل تجرد
جزاكم الله خيرا
لا تنسوني من صالح دعائكم